يهددون الاسد../ اسرائيل: سوريا ستدفع الثمن على عملية ثأر لحزب الله / هارتس

سبب التوتر مع سوريا، كما تبين امس، ينبع من رسالة حادة اللهجة اطلقتها اسرائيل الى دمشق وبموجبها، اذا ما وقعت عملية ثأر جماعية على تصفية المسؤول الكبير في حزب الله عماد مغنية، فان اسرائيل سترد بشدة. والتقديرات هي ان سوريا التي تعرف جيداً وعن كثب استعدادات حزب الله تعرف عن خطط الثأر لدى المنظمة الارهابية، ولهذا كما تقول المصادر السياسية – الامنية، فإنها تشعر بالضعط والتحفز. الاقوال بشأن التخوف العربي من مناورة الجبهة الداخلية التي تجرى هذه الايام في اسرائيل، تتبين بالتالي كتضليل فقط.

في محيط رئيس الوزراء ايهود اولمرت اكدوا امر ارسال الرسالة الى السوريين واضحوا بأن هذه ليست رسالة جديدة، بل تلك الرسالة اياها التي نقلت لهم بعد التصفية، التي كما يجدر الاشارة لم تتبنى اسرائيل المسؤولية عنها رسميا حتى الان. وانطلق في جهاز الامن انتقاد حاد على "الثرثرة": في احاديث مغلقة تقول مصادر رفيعة المستوى ان الشكل الذي نشر في التهديد الاسرائيلي على سوريا، مثلما هي الخطوات لنشر تفاصيل الهجوم في سوريا، تضر باسرائيل.

هذا وبدأت امس مناورة الجبهة الداخلية التي هي الاكبر في تاريخ الدولة، بجلسة حكومية واستغل اولمرت الفرصة لتهدئة التوتر السائد في الشمال فقال: "ليس لدينا خطط سرية، هذه المناورة ليست جزءاً من أي شيء آخر. اسرائيل لا تتطلع الى الحرب. المناورة ليست غطاءاً لاي نية حربية اتجاه سوريا او لبنان – والسوريون انفسهم يعرفون بأنه ليس لديهم ما يبرر اعطاء تفسير آخر لهذه المناورة".

واضاف رئيس الوزراء ان لاسرائيل مصلحة في اجراء مفاوضات للسلام مع سوريا قائلاً "مثل هذه المفاوضات ستبدأ عندما تنضج الظروف لذلك".

اما وزير الدفاع ايهود باراك الذي اوضح هو الاخر بأن "ليس لدينا مصلحة في التدهور، والطرف الاخر ايضا يعرف ذلك"، روى بأن المناورة التي اجريت في الجبهة الداخلية هي جزء من دروس لبنان ولم يكن مثيلاً لها منذ سنين. واليوم يعقد باراك مجلس الطوارئ وفي المساء سينعقد ايضا المجلس الوزاري السياسي – الامني الذي سيمارس مناورة اتخاذ قرارات طوارئ حسب السيناريوهات المختلفة للمناورة.



الكشف عن الهجوم على المفاعل السوري

والى ذلك، وبعد ان نجا يوم الجمعة من نار قناص فلسطيني واصيب مساعده، سارع وزير الامن الداخلي آفي ريختر في جلسة الحكومة امس الى اتهام الجمهور الاسرائيلي بانه يعاني من "عدم اكتراث مما يجري في الجنوب". واضاف الوزير: "امس كانت صافرة لون احمر في اسرائيل، دفعت الى الملاجئ بـ 120 الف نسمة، فيما ان الامر مر من امام آذان معظم المواطني في اسرائيل".

وفي هذه الاثناء، يبدو ان من المتوقع ان تنكشف لاول مرة في الولايات المتحدة تفاصيل عن الهدف الذي هوجم في سوريا في 6 ايلول، والذي حسب منشورات اجنبية قيل ان الحديث يدور هنا عن مفاعل نووي اقامته كوريا الشمالية. وقال مصدر ا سرائيلي امس انه "اذا سمح بنشر تفاصيل جديدة عن العملية في سوريا، فبعضها سيكون مفاجئاً جداً بل ومذهل". ومن شأن التفاصيل ان تتضح في اطار اجراء لتحقيق في مجلس النواب يركز على اعمال كوريا الشمالية. وحسب المنشورات يحتمل ان يكون الكشف عن التفاصيل قد نسق مع اسرائيل، وذلك بعد أن سمحت الرقابة في اسرائيل حتى الان مجرد نشر حقيقة وقوع الهجوم فقط.

ومع ذلك، ففي جهاز الامن يعارضون بشكل مبدئي الطلب الامريكي لكشف التفاصيل عن الموقع المهاجم، خشية أن يهين الاعتراف الرسمي بالهجوم الحكم السوري وهكذا يشتد الضغط من أجل عملية ثأر ضد اسرائيل – الامر الذي يدهور المنطقة نحو الحرب.

7 ابريل